دراسة إحصائية لتوزع المياه على الأرض
وهذه إحدى الدراسات الخاصة بتوزع المياه على سطح الأرض . ونلاحظ أن جميع الدراسات تؤكد وجود نظام مقدَّر للماء على الأرض. ونلاحظ من خلال هذا الجدول أن كمية المياه الإجمالية في الأرض تبلغ 1,386,000,000 كيلو متر مكعب، وتتوزع هذه الكمية توزيعاً دقيقاً بين مياه مالحة وأخرى عذبة
مصدر الماء // حجم الماء بالكيلومترات المكعبة // نسبة المياه العذبة // نسبة الماء بأكملها
المحيطات والبحار // 1,338,000,000 // -- // 96.5
الكتل الجليدية والثلوج // 24,064,000 // 68.7 // 1.74
مياه جوفية // 23,400,000 // -- // 1.7
عذب // 10,530,000 // 30.1 // 0.76
مالح // 12,870,000 // -- // 0.94
رطوبة التربة // 16,500 // 0.05 // 0.001
أرض دائمة التجمد // 300,000 // 0.86 // 0.022
البحيرات // 176,400 // -- // 0.013
عذب // 91,000 // 0.26 // 0.007
مالح // 85,400 // -- // 0.006
الغلاف الجوي // 12,900 // 0.04 // 0.001
مياه المستنقعات // 11,470 // 0.03 // 0.0008
الأنهار // 2,120 // 0.006 // 0.0002
المياه البيولوجية // 1,120 // 0.003 // 0.0001
الإجمالي // 1,386,000,000 // -// 100
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دورة الماء
إن كمية الماء المدوّرة كل عام هي 495000 كيلو متر مكعب. ولذلك فإن كمية بخار الماء الموجودة في الغلاف الجوي تبقى ثابتة باستمرار وتقدر بـ 12900 كيلو متر مكعب.
يوجد عدد لا نهائي للطرق التي يمكن أن تسلكها قطرة ماء واحدة. ولذلك فإن قطرة الماء التي تسقط عليك من خلال المطر، قد تكون هي ذاتها التي سقطت على رؤوس أجدادك قبل مئات السنين!
تخزين الماء
يتميز الماء بلزوجة منخفضة تساعده على الولوج في مسام الصخور مهما كانت دقيقة، وبالتالي يتم تخزين كميات ضخمة من الماء تحت سطح الأرض.
وهذه الحقيقة العلمية لها إشارة قرآنية رائعة في قوله تعالى: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر: 22].
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ أي وما أنتم له بحافظين، بل نحن ننَزّله ونحفظه عليكم ونجعله معيناً وينابيع في الأرض، ولو شاء تعالى لأغاره وذهب به .
ولو تأملنا ما يقوله العلماء اليوم عن تخزين الماء في باطن الأرض لرأينا أن هذه الظاهرة من الظواهر المحيرة للعلماء، إذ كيف يتم تخزين الماء تحت سطح الأرض، لسنوات طويلة دون أن يفسد، ولكن هناك نظام دقيق تنقى المياه بموجبه ويتم تخزينها وحفظها بطريقة طبيعية رائعة !
حتى إن العلماء اليوم من أمثال الدكتور Simon Toze الذي يقول إن الماء السطحي يكون ملوثاً عادة، بسبب وجود العديد من الكائنات الدقيقة الممرضة. ويمكن تنقية هذا الماء بسهولة من خلال تخزينه تحت سطح الأرض لعدة شهور، فإن تخزين المياه على أعماق محددة في الطبقات الجوفية للأرض يساهم في قتل ما يحويه من جراثيم وبكتريا وتنقية المياه من الزيوت والمواد الدهنية وغير ذلك من الملوثات .
ويقول الدكتور Simon Toze: «إن الأبحاث تشير إلى أن المياه الملوثة بشدة يمكن أن تُنقّى بسهولة من خلال ضخها تحت الأرض وتركها لمدة كافية» .
ويؤكد هذا العالم أن الناس لم يفهموا أهمية تخزين المياه إلا في مطلع القرن الحادي والعشرين. فقد تبين أن التنقية الطبيعية geopurification يمكن أن تزيل الكثير من المواد والشوائب العالقة في المياه وبعض المواد الكيميائية الضارة.
ولذلك فإن تخزين المياه في خزانات ضخمة تحت الأرض هو من نعم الله علينا ورحمته وفضله، لأنه أودع خصائص تطهيرية في الأرض لتعقم الماء باستمرار، فسبحان القائل: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 32-34].